أولا- مرحلة تقديم الوثيقة :
تحديد طبيعة
الوثيقة: وثيقة تاريخية على شكل معاهدة.
تحديد
مصدرها: رسمي، أخذت من كتاب الأمير عبد القادر رائد
الكفاح، للدكتور يحي بوعزيز.
التعريف بصاحبها:
الطرف الأول: هو الأمير عبد القادر بن محي الدين الحسيني (1808 - 1883م)،
شاعر وكاتب وفيلسوف، ورائد سياسي وعسكري محنك. مؤسس الدولة الجزائرية
الحديثة. اشتهر برفضه المطلق لوجود الاستعمار على أرض الوطن، وكان رمزا للمقاومة
ضد الاضطهاد الفرنسي. ولد بقرية القيطنة قرب مدينة معسكر، لكنه توفي بمنفاه بدمشق،
ودفن هناك. و في عام 1966 م، تم نقل جثمانه إلى الجزائر، ليوارى تراب مقبرة
العالية.
الطرف
الثاني: هو توماس روبير بيجو (1784 م- 1849 م)، قائد الوحدات الفرنسية
بمقاطعة وهران. تولى حكم الجزائر خلال الفترة الممتدة من 29 ديسمبر 1840 م إلى 29
جوان 1847 م. أصدر خلالها قوانينا جائرة قمعية، مع ارتكابه للمجازر
الفظيعة. كما عرفت سياسته، في إطار الحرب االشاملة التي مارسها ضد الجزائريين،
العنف، والإبادة، والتدمير، والنفي.
الإطار الزماني والمكاني: 30 ماي 1837 م، بوادي التافنة بتلمسان.
ثانيا- مرحلة تحليل
الوثيقة:
الفكرة
العامة: وقف الكفاح المسلح، مقابل اعتراف الأمير عبد القادر، والجنرال بيجو
بسيادة ونفوذ كل منهما على الأراضي الجزائرية.
الأفكار
الجزئية:
1- اعتراف الأمير بسلطة فرنسا وسيادتها في إفريقيا والجزائر مع تعريف حدود
ممتلكاتها، وإلزامه بذلك.
2- اعتراف فرنسا بدولة الجزائر وإمارته على بعض المناطق، وإلزامها بذلك.
3- تخيير الأهالي في حرية الإقامة بين الجبهتين، وحرية ممارسة الشعائر الدينية.
طرح
الإشكالية: ما هي أهداف فرنسا من إبرام معاهدة التافنة؟ وهل حقق الأمير عبد
القادر مكاسبا من خلالها؟
تحليل المضمون: بعد أن تكبدت القوات الفرنسية خسائر فادحة بسبب قوة المقاومة، رأى الجنرال بيجو أنه من الصعب هزيمة الأمير عبد القادر، فاقترح الحل السلمي لينهي الصراع بين الطرفين. وبعد مفاوضات كبيرة، تم توقيع معاهدة التافنة التي تضمنت 15 بندا، والتي نصت على اعتراف الأمير بسيادة الإمبراطورية الفرنسية في إفريقيا، والجزائر، خاصة المدن الساحلية (مستغانم، وأرزيو ووهران)، مع الاحتفاظ بعدة موانئ، مقابل الإعتراف بسيادة الأمير على بقية المناطق،
ثالثا- مرحلة
الاستنتاج:
تعتبر معاهدة
التافنة منطلقا غير مجرى الحرب والاستعمار، وانتصارا ديبلوماسيا، أعطى بعدا
سياسيا ودوليا لمفهوم السيادة في الجزائر، اضطرت فرنسا لإبرامها بعد
تكبدها خسائر فادحة، وعدة انتكاسات، عرقلت سير غزوها وتوغلها نحو المدن الداخلية،
حيث توالت انتصارات الأمير، رغم عدم تكافؤ القوى، الأمر الذي هز أركان الاحتلال
الفرنسي، وهدد وجوده في الجزائر، وجعله يعيد حساباته. ولصعوبة محاربة المقاومة في
جبهتين مختلفتين (الشرق والغرب)، فكرت فرنسا في مهادنة الأمير عبد القادر،
بإبرام معاهدة التافنة، حتى تتفرغ لتصفية المقاومة المشتعلة في الشرق، والتي
يقودها أحمد باي. وتمكنت خلال هذه الهدنة، من فك الحصار على المراكز الفرنسية،
وإعداد فرق عسكرية خاصة بحرب الجبال، وانتظار الدعم والإمدادات العسكرية من فرنسا.
وقبل الأمير بابرام هذه المعاهدة، بعد أن أجبر فرنسا على الاعتراف بدولته،
لأنه كان بحاجة إلى فترة من السلام والهدوء، التي استغلها ، في إصلاح الخلل
القائم في نظام المقاومة، وإخماد الفتن والمعارضة الموجهةا ضده، وكذا بناء دولته
الفتية، وتقوية أركانها، بتشييد الحصون والقلاع، وتنظيم ميزانية الدولة وفق مبدأ
الزكاة، لتغطية نفقات الجهاد، كما أنشأ مصنعا كبيرا للسلاح والدخيرة، واختار رموز
العلم الوطني، وشعار الدولة.
تعليقات
إرسال تعليق